الأمم المتحدة: إغلاق آلاف المدارس وتدهور التعليم يفاقمان التطرف في غرب إفريقيا

الأمم المتحدة: إغلاق آلاف المدارس وتدهور التعليم يفاقمان التطرف في غرب إفريقيا
ليوناردو سانتوس شيماو على الشاشة أثناء تقديم إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي

حذّر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، ليوناردو سانتوس شيماو، من أن الإرهاب لا يزال يشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة، رغم الجهود الناجحة لتعزيز الاستقرار ومكافحة الجماعات المسلحة.

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن عبر الفيديو الخميس من داكار، أكد شيماو أن الإنجازات الأمنية تبقى هشة، خاصة في ظل اتساع نطاق الهجمات الإرهابية، لا سيما في المناطق الحدودية الشمالية التي تستهدف الدول الساحلية مثل بنين وتوغو وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

انسحاب النيجر.. مصدر قلق أمني

سلّط شيماو الضوء على انسحاب النيجر مؤخراً من القوة المشتركة متعددة الجنسيات، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تثير القلق في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى المزيد من التعاون العسكري والدعم الدولي، سواء على الصعيدين المالي أو الدبلوماسي.

ورغم ذلك، أشاد بجهود تحالف دول الساحل في تنسيق العمليات الأمنية وبسط سلطة الدولة، لكنه نبه إلى أن التقدم لا يزال معرضاً للانتكاس في حال غياب الدعم المتواصل.

أشار شيماو إلى مؤشرات إيجابية، من بينها إطلاق مالي عملية لإعادة دمج 3000 مقاتل سابق ضمن خطة نزع السلاح، وانضمام نحو 2000 منهم بالفعل إلى الجيش، كما لفت إلى عقد أكثر من 700 قائد اجتماعات تقييم وطنية في النيجر لرسم معالم الانتقال السياسي.

استهداف المدنيين.. وصمت المدارس

في المقابل، أبدى المسؤول الأممي قلقه من التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات خلال عمليات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك استهداف المدنيين العزل، وتقييد حرية التعبير، وإسكات الصحفيين والنشطاء والقادة السياسيين، في سياق يُقوض سيادة القانون ويعرقل جهود محاربة التطرف.

وقال شيماو إن آلاف المدارس لا تزال مغلقة بفعل انعدام الأمن، ما يحرم الشباب من فرص التعليم ويجعلهم أكثر عرضة للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة.

تطرق شيماو إلى الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة، مشيراً إلى تضخم متزايد وديون متفاقمة وصدمات مناخية تضرب سبل العيش، ما يعمّق حالة الهشاشة. ودعا إلى شراكات دولية طويلة الأمد تدعم استقرار الاقتصاد الكلي والنمو الشامل.

خطوات نحو مشاركة المرأة.. والتنفيذ بطيء

نوّه شيماو بالتقدم في تمكين المرأة سياسياً، مشيداً بارتفاع نسبة تمثيل النساء في برلمان السنغال، وتبني غانا لقانون المساواة بين الجنسين، لكنه أكد أن تنفيذ خطط العمل الوطنية المرتبطة بأجندة المرأة والسلام والأمن لا يزال بطيئاً في عدة دول.

اختتم المبعوث الأممي كلمته بالتأكيد على أن مواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل تتطلب جهداً جماعياً، وقال: "علينا أن نتحد من أجل شعوب هذه المنطقة التي تستحق السلام والاستقرار والكرامة".

وتشهد منطقة الساحل وغرب إفريقيا إضرابات متعددة ناجمة عن انتشار الجماعات المسلحة والمتطرفة فضلا عن تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية المستمرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية